مجلس الأمن يمدّد يونيفيل حتى نهاية 2026 ويبدأ انسحاباً منظَّماً يصل إلى 2027
من المقرَّر أن يصوّت مجلس الأمن على قرار يمدّد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) حتى 31 ديسمبر 2026، ثم يأمر ببدء انسحاب تدريجي ومنظَّم لمدة عامٍ يليه انتهاء العمليات بحلول نهاية 2027.
نطاق القرار وخطته الزمنية
النص المقترح يطلب من يونيفيل وقف عمليّاتها اعتباراً من 31 ديسمبر 2026، والشروع خلال سنةٍ تالية في سحب عناصرها بشكلٍ آمن ومنظَّم. وتؤكّد الصيغة ضرورة التشاور الوثيق مع الحكومة اللبنانية خلال مرحلة الانسحاب، بهدف إرساء دور الأجهزة الرسمية اللبنانية كمزوّدٍ وحيد للأمن في جنوب البلاد.
تواجد القوات الأيرلندية والحوادث المرتبطة
القوات الأيرلندية تشارك في يونيفيل منذ عقود؛ يُقدر عدد القوات الأيرلندية المنتشرة حالياً بنحو 340 فرداً في معسكر شامروك، وقد خدم أكثر من 10 آلاف جندي أيرلندي ضمن المهمة منذ إنشائها عام 1978.
شهدت مشاركة القوات الأيرلندية حوادث أمنية؛ ففي ديسمبر 2022 تعرّضت دورية أممية لكمين في جنوب لبنان أدى إلى مقتل جندي أيرلندي وإصابة آخرين. كما تعرضت دوريات أيرلندية أخرى لإطلاق نار خلال دوريات مشتركة مع الجيش اللبناني في جنوب البلاد خلال العام الجاري، دون أن ترد النيران من جانب الجنود الأيرلنديين.
خلفية اليونيفيل وتوسيع التكليف
تأسست قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عام 1978 لمراقبة الحدود الجنوبية. وبعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، توسّع تفويضها للسماح لقوات حفظ السلام بمساعدة الجيش اللبناني على منع تواجد أسلحة أو عناصر مسلّحة غير الدولة في أجزاءٍ من الجنوب.
التوسيع التنفيذي للولاية أثار توتّرات مع حزب الله، الذي يظلّ فاعلاً سياسياً وعسكرياً قوياً في جنوب لبنان، ما جعل تنفيذ مهمّة حفظ السلام معقّداً في الميدان.
الجهود الدبلوماسية والإقليمية
توصّلت قوى دولية إلى صيغة تفاهم حول تمديد مهمّة اليونيفيل لعامٍ أخير، بعد اتفاقات تضمنت مطالبات بالبدء في انسحابٍ منظم. في المقابل، تواصل جهات فاعلة دولية الترويج لخطةٍ تتضمن نزع سلاح حزب الله بشكلٍ مراحل، وربط ذلك بانسحاب إسرائيلي مرحلي من المناطق الجنوبية، إضافة إلى مبادرات اقتصادية تهدف إلى تخفيف الاعتماد المالي على مصادر خارجية.
التداعيات المحتملة
- انتقال المسؤولية الأمنية إلى الدولة اللبنانية يمكن أن يخلق فراغات أو احتكاكات مع الفصائل المسلحة إذا لم تُعزَّز القدرات المحلية بسرعة.
- انسحاب يونيفيل قد يؤدّي إلى إعادة ترتيب مواقف إقليمية مع تزايد دور اللاعبين الإقليميين في الجنوب.
- القوات المشاركة، بما فيها الأيرلندية، ستحتاج إلى تخطيط لوجستي ودبلوماسي دقيق لضمان سحبٍ آمن يحافظ على سلامة العسكريين والمدنيين.
خاتمة
المُقترح يُمثل خطوة انتقالية نحو اختتام مهمة حفظ السلام الحالية في لبنان بعد أكثر من أربعة عقود، لكنه يضع تحدياتٍ تنفيذية وسياسية أمام الحكومة اللبنانية والدول الإقليمية والمجتمع الدولي لضمان انتقالٍ سلسٍ ومستدام للسيادة الأمنية في الجنوب.