الذكاء الاصطناعي ضرورة لتعزيز بنية أيرلندا التحتية أمام كوارث المناخ
أشار تقرير دولي أصدرته جهة استشارية كبرى إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي القوية المتاحة اليوم قادرة على تحسين مرونة كثير من منشآت البنية التحتية في أيرلندا، لا سيما تلك القديمة التي تتعرض بشكل متزايد لفيضانات وعواصف وأشكال أخرى من الكوارث المرتبطة بالمناخ.
فرصة تخطيطية وتمويلية
تُعتبر خطة التنمية الوطنية الحالية فرصة تاريخية لتعزيز البنية التحتية نحو المستقبل. مع وجود خطط استثمارية تقدر بعشرات المليارات بين الآن وعام 2035، يؤكد قادة قطاع البنية التحتية على ضرورة تسريع الخطوات واعتماد تخطيط أذكى قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، وعدم الاكتفاء بالتجارب البحثية فقط.
حجم الفائدة المحتملة
يتوقع التقرير أن تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في مجال مرونة البنية التحتية قد يقي من نحو 65 مليار يورو سنوياً من الأضرار على المستوى العالمي بحلول عام 2050، وهو ما يعادل نحو 15% من الخسائر العالمية المتوقعة نتيجة الكوارث الطبيعية. لم تُذكر أرقام محددة لأيرلندا، لكن المؤشرات تشير إلى فوائد ملموسة محلياً عند توظيف هذه التقنيات بفعالية.
أدوار الذكاء الاصطناعي على مدار دورة البنية التحتية
يبرز التقرير قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل دورة حياة البنية التحتية:
- التخطيط الحضري والإقليمي: نماذج تنبؤية رقمية تستفيد من بيانات ارتفاعات الأرض، وتشبع التربة، وكثافة العمران لتحسين استخدام الأراضي وتقليل المخاطر.
- الوقاية والإنذار المبكر: أنظمة تعلم آلي تدعم تحذيرات فيضانية مبكرة وتتيح للسلطات اتخاذ إجراءات تقلل الأضرار البشرية والاقتصادية.
- التفتيش وتقييم الأضرار: أدوات معتمدة على الذكاء الاصطناعي تسرّع فحص المنشآت بعد الحدث وتُسرّع من وتيرة الإصلاحات، ما يخفض التكاليف ويقلل التعطيلات الاقتصادية.
- التعافي السريع: دعم اتخاذ القرار في الاستجابة ما بعد الكارثة لتقليل التأثيرات الت cascades الناجمة عن انقطاع الخدمات الأساسية.
التهديدات القائمة على الأرض
تعرضت البنية التحتية الأيرلندية خلال الفترة الأخيرة لمخاطر متزايدة، من انقطاعات كهربائية عاصفية إلى فيضانات متكررة. شهدت موجات الطقس الشديد ارتفاعاً في درجات الحرارة المتطرفة في الصيف والشتاء على حد سواء، ما يضيف ضغوطاً تشغيلية جديدة على الشبكات والأنظمة.
تداعيات التأمين والتكاليف المتوقعة
حذّر استبيان حديث في القطاع من أن تغيّر المناخ قد يكلف قطاع التأمين الأيرلندي ما يصل إلى 1.5 مليار يورو خلال العقد المقبل، ويرجع ذلك إلى تزايد وتيرة الأحداث المتطرفة وارتفاع تكاليف إعادة التأمين. وتُعد قدرة الحكومات والهيئات التأمينية على الوصول إلى بيانات تنبؤية مشتركة وتحليلات قوية عاملاً محورياً في خفض الخسائر.
حالات واقعية كدليل على الحاجة
أدت عاصفة كبيرة في وقت سابق من العام إلى مطالبات تأمينية تجاوزت 300 مليون يورو، كما أبرزت فترات الانقطاع الكهربائي المتكررة أثرها المتسلسل على توفر المياه وخدمات الاتصالات. تشكل هذه الأحداث دعوة للاستثمار في حلول تجمع بين الدفاعات الفيزيائية والتقنيات الرقمية.
نحو إنذارات محلية أكثر دقة
تسعى خدمات الأرصاد إلى الانتقال من تحذيرات عامة على مستوى البلاد إلى إنذارات جغرافية محلية دقيقة. يعتقد التقرير أن دمج الذكاء الاصطناعي مع بيانات محسنة سيزيد دقة هذه التنبؤات ويتيح استجابة أسرع وأكثر كفاءة.
خلاصة
الاستثمار في البنية التحتية وحده لا يكفي لمواجهة مخاطر المناخ؛ يجب أن تقترن المشروعات بحلول رقمية وتحليلات متقدمة لتمكين التخطيط الوقائي والإنذار المبكر والتصدي السريع للأضرار. الاعتماد المنهجي على الذكاء الاصطناعي قد يقلل من حجم الخسائر ويعزز قدرة المجتمعات على التعافي بسرعة.