أيرلندا وبولندا تفككان شبكة تهريب مخدرات ضخمة عبر تحقيق مشترك
أسفرت تحقيقات مشتركة بين أجهزة إنفاذ القانون الأيرلندية والبولندية عن تفكيك شبكة منظمة لتهريب المخدرات تعمل منذ نحو 2017 عبر عدة دول أوروبية، ووجهت السلطات مئات الاتهامات في بولندا فيما جرى توقيف عدد من المشتبه بهم في أيرلندا وتسليمهم للملاحقة القضائية.
نطاق الشبكة وأنشطتها
الشبكة التي كانت قياداتها ومراكز التنسيق فيها في بولندا وإسبانيا، نظمت استيراد شحنات واسعة من القنب وأنواع أخرى من المخدرات الى دول أوروبية من بينها أيرلندا وألمانيا والنمسا ودول شمال أوروبا. اعتمدت الخلايا العاملة على تقسيم مهام القيادة والنقل والتوزيع، كما استُخدمت طرق إخفاء متقنة داخل شاحنات وشاحنات نقل بضائع.
أساليب التهريب
سُجلت حالات إخفاء المخدرات داخل إطارات احتياطية للشاحنات، وفي فجوات معدّلة بصناديق النقل وحِجَرات مُعدَّلة في مركبات التوصيل. حجم الشحنة الواحدة تراوح عادة بين 40 و200 كيلوغراماً، حسب نتائج التحريات.
مداهمات ومصادرات
أظهرت أعمال الضبط داخل أيرلندا ومداهمات أخرى في دول أوروبية أن التحقيق أدى إلى مصادرات كبيرة شملت مبالغ مالية وسلعاً محظورة وأسلحة. من بين ما صُودِر في أيرلندا:
- نحو 340 كغم من نبات القنب (حشيشة).
- حوالي 155 كغم من راتنج القنب (ريزين).
- حوالي 26 كغم من مادة الأمفيتامين.
- مبالغ نقدية تزيد على 800 ألف يورو.
القيم التقديرية للمخدرات التي صُودرت داخل أيرلندا وصلت إلى نحو 8 ملايين يورو. وعلى مستوى أوروبا اتسمت المصادرات بأنها أوسع، إذ تم ضبط نحو 800 كغم من المخدرات بالإضافة إلى سبعة أسلحة نارية وذخائر، بينما تقدر السلطات أن الشبكات أدرجت في التداول منذ 2017 ما يصل إلى نحو 12 طناً من المواد المخدرة عبر الاتحاد الأوروبي.
إجراءات قانونية وتعاون دولي
أسس فريق تحقيق مشترك في يناير 2022 بمشاركة جهات إنفاذ قانون من عدة دول أوروبية وبإسناد مؤسسات تعاون أوروبي متخصصة في تنسيق القضايا عبر الحدود. من نتائج هذا التعاون توقيف أكثر من 170 شخصاً ملاحقين قضائياً في بولندا، كما تم توقيف 13 مواطناً بولندياً المقيمين في أيرلندا، وأحيل ثمانية منهم إلى بولندا لمتابعة قضاياهم هناك.
أظهرت العملية فاعلية التنسيق عبر تبادل الأدلة بين الدول ونقل الملفات القضائية عند الحاجة، ما ساهم في تعطيل قدرة الشبكات على الاستمرار في عملياتها عبر الحدود.
أهمية القضية وتأثيرها
تكشف هذه القضية عن بعد الجريمة المنظمة ومرونتها في استغلال طرق نقل التجارة العادية لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة. كما تؤكد النتائج أن التعاون الإقليمي والدولي بين أجهزة الضبط يؤدي إلى تعطيل شبكات تمتلك بنى تنظيمية متقدمة وموارد مالية كبيرة.
قادة التحقيق وصفوا القضية بأنها مثال على فاعلية العمل المشترك بين أجهزة إنفاذ القانون في مواجهة شبكات عابرة للحدود وتأثيرها على المجتمع.
خلاصة
أدّت تحقيقات مشتركة بين أيرلندا وبولندا إلى تفكيك شبكة تهريب مخدرات نشطة عابرة لدول الاتحاد الأوروبي منذ 2017، مع مصادرات كبيرة واعتقالات وتحويل قضايا إلى جهات قضائية في دول مختلفة. تبقى متابعة تنفيذ الأحكام وتعقب السلاسل اللوجستية اللاحقة أمراً أساسياً لمنع تجدد نشاط مثل هذه الشبكات.