دونوهو: ميزانية 2026 لن تتضمن دفعاتٍ استثنائية لمواجهة غلاء المعيشة
قال وزير المالية باسكال دونوهو إن الحكومة ستتخلى عن مدفوعات لمرة واحدة في ميزانية عام 2026، وستعيد توجيه الدعم نحو تدابير دائمة ومستهدفة أكثر. أتى التصريح في ظل تراجع نسبي في معدل التضخم الأساس لكن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ما يزال يُثقل كاهل الأسر.
لا دعم لمرة واحدة وتركير على السياسات الدائمة
أوضح الوزير أن حزبه والحكومة بحاجة إلى «تغيير السرعة» فيما يخص الإنفاق الجاري، مشيراً إلى أن الحزمة المقررة لعرضها في البرلمان يوم 7 أكتوبر تبلغ قيمتها حوالي 9.4 مليار يورو. وبدلاً من منح دفعات استثنائية، سيُعاد التركيز على إجراءات مستمرة يمكن الحفاظ عليها مالياً على المدى المتوسط.
مؤشرات التضخم والإنفاق
يمثّل التباين بين المؤشرات تحدّياً؛ فقد انخفض معدل التضخم العام إلى نحو 1.7% في تموز/يوليو، بينما بقيت أسعار الغذاء مرتفعة بنحو 5%، ما يضغط على ميزانيات الأسر. من جهة أخرى، نما الإنفاق الجاري بنحو ستة في المئة حتى نهاية أغسطس، وهو انخفاض عن مستويات سابقة لكنه ما يزال موضع متابعة.
قواعد إنفاق جديدة ودفوعات المراجعين الماليين
أشار دونوهو إلى العمل على قاعدة إنفاق جديدة ستُعلن لاحقاً هذا العام. الحكومة تعتزم ضبط وتيرة نمو الإنفاق الجاري بعد سنوات شهدت تجاوزات لقاعدة سابقة كانت تحدد سقف نمو بنسبة 5%، وهو سقف انتقده جهاز رقابي لميزانية الدولة بعد تكرار الخروقات، مع تقديرات بأن هذه الخروقات قد رفعت تكاليف الأسرة النموذجية بنحو ألف يورو.
الدفاع عن قرارات إنفاق سابقة
دافع الوزير عن تجاوزات الإنفاق السابقة بالقول إن الالتزام الصارم بالقواعد في فترات الأزمات كان سيمنع تقديم المساند الضرورية خلال جائحة كورونا وفترات ارتفاع تكاليف المعيشة الحادّة. لكنه أكد أيضاً أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الاعتدال في الإنفاق الجاري.
تحديات الدين العام والاستعداد للمخاطر المستقبلية
لفت دونوهو إلى أن الدين الوطني بلغ حوالى 218 مليار يورو بنهاية عام 2024، ما يعادل نحو 40,500 يورو للفرد، وأن هذا المديونية ستتعرض لمخاطر ارتفاع أسعار الفائدة مستقبلاً. كما ذكر أن عوامل ديموغرافية وكلفة الانتقال البيئي وتعقيدات التجارة الدولية قد تؤثر على الوضع المالي للدولة.
أدوات لتعزيز الاستدامة المالية
أوضح الوزير أن الحكومة ستسعى إلى تحقيق فوائض ظاهرية في الموازنة وستواصل توريق صناديق استثمار طويلة الأجل، مثل صندوق «مستقبل إيرلندا» وصندوق البنى التحتية والمناخ والطبيعة، بهدف تعزيز قدرة الدولة على مواجهة المخاطر المالية والاقتصادية المستقبلية.
تنسيق داخلي قبل عرض الميزانية
أفاد دونوهو بأنه سيجري تنسيق العمل مع وزير النفقات العمومية وزعماء الحكومة لوضع خطة متوازنة للإنفاق العام تُكشف تفاصيلها مع اقتراب موعد الميزانية، مشدداً على ضرورة أن تكون الإجراءات أكثر استهدافاً واستدامة من الدعم العابر.
خلاصة: تضع ميزانية 2026 أولوية للتحول من الدعم المؤقت إلى سياسات دائمة ومستهدفة، مع محاولة ضبط نمو الإنفاق الجاري ومواجهة مخاطر الدين العام على المدى المتوسط.