النساء يعانين ضيقاً نفسياً أكبر عند تشخيص السرطان وخلال العلاج
أظهرت بيانات جديدة من دراسة أيرلندية أن النساء المصابات بالسرطان يواجهْن معدلات أعلى من الضيق النفسي مقارنة بالرجال، سواء عند تلقي تشخيص المرض أو أثناء مراحل العلاج.
حجم العينة والخلفية
شارك في الدراسة 142 مريضاً ومريضة من مجموعات عمرية بالغة متنوعة، وكانت النساء تمثلن حوالي 64% من العينة. أفاد ما يقارب 91% من المشاركين بعدم وجود سجل سابق لمشاكل نفسية أو عقلية.
معدلات الضيق عند التشخيص والعلاج
صنّف أكثر من ثلثَي المرضى تشخيص السرطان بأنه حدث مؤلم نفسياً: 33% وصفوه بأنه مزعج جداً و36% وصفوه بأنه مزعج إلى حدٍ بالغ. بين الجنسين وُجدت فروق كبيرة:
- نسبة النساء اللاتي أبلغن عن ضيق نفسي شديد عند التشخيص: 46%.
- نسبة الرجال في ذات الفئة عند التشخيص: 18%.
خلال فترة العلاج تَراجعَت حدة الضيق نسبياً لدى أغلب المرضى، لكن الفوارق بين الجنسين ظلت واضحة: 21% من النساء وصفت علاجهن بأنه شديد الضيق مقابل 5% من الرجال.
تأثيرات المرض على الحياة اليومية
نحو نصف المرضى ذكروا أن التشخيص أو العلاج أثر على حياتهم اليومية بشكل كبير، وغالبية المشاركين أشاروا إلى تأثير معتدل أو كبير على جودة حياتهم. وحدها نسبة ضئيلة —حوالي 3%— أبلغت عن صعوبات شديدة في علاقاتهم الشخصية.
أبرز المجالات التي تضررت بشدة وفقاً للدراسة كانت:
- العمل: 28%
- الإرهاق والتعب: 19%
- الخوف من المستقبل: 17%
بينما كانت العلاقات الأسرية والقدرة على الإنجاب والواجبات الأبوية أقل تأثراً بالقياس للمقياس الأكثر شدة.
نوع السرطان وأنماط العلاج
شملت الدراسة أنواعاً متعددة من السرطان. بين النساء كانت أكثر الأنواع شيوعاً: سرطان الثدي (حوالي 52%)، والأورام النسائية 13%، والقولون والمستقيم 8%. أما بين الرجال فتصدرت الأورام اللوكيمية/اللمفاوية 22%، تلتها سرطانات القولون والمستقيم 18%، وأورام البروستات/الكلى/المثانة 18%.
نسبة المرضى الذين تلقوا أنواع علاج محددة كانت كما يلي:
- العلاج الكيميائي: 85%.
- العمليات الجراحية: 40%.
- العلاج بالستيرويد: 37%.
- العلاج الإشعاعي: 28%.
- العلاج الهرموني: 9%.
- زراعة نخاع العظم: 6%.
- العلاج المناعي: 1%.
عند إجراء المسح، كان 54% قد تلقوا تشخيصهم خلال السنة السابقة و31% كانوا يمرّون بتكرار للمرض.
القدرة على المواجهة والاحتياجات النفسية
أبلغ 23% فقط من المرضى أنهم يتعاملون بشكل جيد جداً مع متاعب العلاج وآثاره الجانبية. كما أشار المشاركون إلى أنهم يميلون إلى تقدير أن أسرهم أكثر اضطراباً نفسياً منهم أنفسهم.
تؤكد نتائج الدراسة على ارتفاع حاجة المرضى، ولا سيما النساء، إلى دعم نفسي متخصص ومراعاة دور الأسرة والاختلافات بين الجنسين عند تقديم هذا الدعم.
توصيات
توصي مجموعة الباحثين بزيادة توفير خدمات الصحة النفسية الموجهة لمرضى السرطان، بحيث تكون أكثر حساسية للجانب الجنساني ومرتكزة على إشراك الأسرة. كما شددوا على أهمية استمرار تطوير هذه الخدمات على المستوى الوطني كجزء من الاستجابة الشاملة لعبء السرطان المتزايد.
انتهى