حارس أمن هندي في دبلن يخسر دعوى تمييز بعد ضرب لص واتهامه بإساءة سلوكية
ملخص الحادثة والإجراءات التأديبية
قضت هيئة علاقات العمل بعدم ثبوت التمييز ضد حارس أمن من أصول هندية، أُصدرت بحقه عقوبة إنذار كتابي نهائي وتخفيض في المنصب بعد حادث وقع في متجر بُجوار جيرفيس ستريت في أغسطس 2022. تقدّم الحارس، سيد بقر حسين، بشكوى طالب فيها إثبات أن المعاملة التي تعرّض لها كانت عنصرية، لأن زميلَين من أصل آسيوي نالا عقوبات بينما لم يواجه موظف أوروبي أبيض أي إجراء تأديبي.
تفاصيل الواقعة حسب أقوال الطرفين
ذكر حسين أنه استُدعي لمساعدة زميل ضبط شخص يحمل لحوماً بقيمة نحو 400 يورو دون دفع، وأنه أعاد السلع إلى المتجر برفقة زوجته. إذ طُلب من السارق مغادرة المكان، فتوجّه إليه شتائم عنصرية مهينة تضمنت عبارة فاحشة (مُقنّعة)، واعتدى الجاني بالصفع على أحد رجال الأمن ودفعه، ما دفعه إلى الاصطدام بحسين.
بحسب الحارس، تصاعدت الأمور حتى تعرض لكدمات في الوجه بعد أن لُقّن لكماً من قبل السارق مرات عدة، كما ذكر أن زوجة السارق ركلته في الوجه ما استلزم إجراء فحوص أشعّة. عند عودته إلى العمل بعد إجازة مخططة مُسبقاً، تمّ توقيفه مؤقتاً وإجراء تحقيق تأديبي انتهى بإصدار إنذار كتابي نهائي وتخفيض منصبه.
حجة جهة العمل والوقائع المساندة
ادعى صاحب العمل (شركة خدمات أمنية متعاقدة) أن حسين خالف بروتوكولات التعامل مع زبون عدواني، وأنه اعتدى على الزبون بضربه دون أن يكون قد تعرّض للضرب بنفسه، لذا لم يُعدّ سلوكه دفاعاً عن النفس. استندت جهة العمل أيضاً إلى ملاحظات تفصيلية مفادها أن أحد زملائه حاول ضبط الموقف بيدين مكشوفتين وبأسلوب تهدئة، بينما بدا حسين وقد قبضتا يده متقلّبتين، ما استدعى اعتبار سلوكه مختلفاً وجسوراً. كما قدمت الشركة بيانات تظهر أنها طبّقت عقوبات مماثلة على موظفين إيرلنديين وغير إيرلنديين في حالات سابقة.
قرار محكمة العمل وأسباب الرفض الجزئي للادعاء
أقرت موظفة تحكيم هيئة علاقات العمل بوجود افتراض مبدئي للتمييز، لكنّ عبء الإثبات انتقل إلى صاحب العمل الذي عرض تفسيرات لتمييز المعاملة بين الموظفين. رأت الهيئة أن الشركة برهنت بما فيه الكفاية أن سبب العقوبة لم يكن قائمًا على العرق بل على مخالفة إجراءات السلامة وسلوك اعتُبر عدوانياً وغير مبرر.
مع ذلك، لاحظت الموظفة وجود ثغرات إجرائية في سير التحقيق التأديبي، مثل عدم تزويد حسين بملاحظات الاجتماعات وعدم احتساب عوامل مخففة محتملة كالاستفزاز. إلا أن هذه المخالفات الإجرائية لم تُقنع الهيئة بأن سبب العقوبة كان تمييزياً على أساس العِرق.
شكاوى أخرى وتوصيات
أُحيلت شكوى منفصلة بشأن تحرّش عنصري إلى الهيئة أيضاً، لكنها رُفضت لكونها خارج الزمن القانوني المقبول لرفع مثل هذه الطعون، ففُقدت ولاية الهيئة للنظر فيها. في المقابل، أوصت المحكِّمة بضرورة تعديل سياسة مكافحة التنمّر والتحرّش في مكان العمل، وبوضع ملصقات تذكّر الموظفين بحقهم بالعمل في بيئة خالية من التحرّش العنصري.
خلاصة
خلص قرار الهيئة إلى عدم وجود دليل كافٍ على أن العقوبة التأديبية ضد حسين كانت نتيجة تمييز عرقي، مع الإقرار بوجود نقائص إجرائية في تحقيق صاحب العمل. التوصية تركّزت على تحسين سياسات مكان العمل وحماية الموظفين من السلوك العنصري مستقبلاً.