logo منصة عرب ايرلندا

منازل غينيس: كيف غيّر إدوارد سيسيل غينيس وجه السكن في دبلن

منازل غينيس: كيف غيّر إدوارد سيسيل غينيس وجه السكن في دبلن

مقدمة

أُنشئ صندوق غينيس المعروف لاحقًا باسم «صندوق إيفاغ» عام 1889 بمبادرة من إدوارد سيسيل غينيس، الذي خصص تبرعًا ضخمًا لبناء مساكن للفئات العاملة في لندن ودبلن. كان الهدف معالجة أزمة السكن المتهالك والظروف الصحية السيئة في أحياء المدن الصناعية، وتوفير مساكن لائقة مصحوبة بخدمات عامة.

خلفية وتحفّظات على النموذج

نماذج السكن الخيري كانت منتشرة آنذاك في لندن، لكنها كانت جديدة نسبيًا في دبلن. اعتمدت مشاريع صناعيين آخرين على إنشاء إسكان للعمال بالقرب من مواقع عملهم، سواء عبر جمعيات سكنية أو عبر شركات مباشرة. في حالة صندوق غينيس، كان السكن مفتوحًا على أساس الحاجات والالتزام بقواعد سلوكية محددة، وليس حصريًا لعاملين لدى الشركة.

استثمارات ومشروعات رئيسية

بدأت أعمال الصندوق بمبالغ كبيرة تعادل اليوم عشرات الملايين من اليوروهات. نفّذت المشاريع التالية في دبلن على مراحل بين أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين:

  • Thomas Court (1892): بناء 118 شقة في كتلتين قرب مبنى المصنع.
  • Kevin Street (1894–1901): ثلاث مبانٍ للشقق مع حمّام عام؛ توفر وحدات بمرافق مشتركة شهدت تحسينًا ملحوظًا عن ظروف السكن السابقة.
  • Bull Alley (1901–1915): المشروع الأبرز الذي شمل ثمانية مبانٍ عالية الكثافة تحوي نحو 226 شقة فوق 26 محلًا تجاريًا، لتأمين سكن لحوالى 250 أسرة بوحدات تتراوح بين غرفة واحدة وثلاث غرف.
  • مأوى الرجال واستكمال المرافق (1905–1906): إنشاء مأوى يسع أكثر من 500 رجل، وحمام سباحة عام مزوّدًا بـ27 حمامًا خاصًا وُضعت بعض مرافقه لاحقًا تحت إدارة البلدية، إضافة إلى سوق جديد لاستيعاب الباعة الذين طُردوا من مواقع الإزالة.
  • مرافق مجتمعية: أنشئت حديقة عامة مع بيت حارس، ومركز للرعاية والأنشطة أُكمل عام 1915، ما ساهم في بناء نسيج مجتمعي متكامل.

التصميم والمعمار

تم تصميم مجمعات السكن من قِبل مهندسين متخصصين في بناء وحدات سكنية للاستخدام الخيري والبلدي، وحقّقت مباني دبلن جودة معمارية أعلى من مشاريع الصندوق في لندن. تميّزت بتراكيب مريحة ومرافق مشتركة رفعت مستوى المعيشة لسكان الأحياء المكتظة آنذاك.

الدوافع والأثر الاجتماعي

امتزجت الدوافع الخيرية والدينية والاقتصادية: تحسين الصحة العامة والحد من الأمراض المرتبطة بالسكن غير الصحي كان ذا أهمية عملية للحفاظ على قوة عاملة منتجة. أسهمت المباني والمرافق المرتبطة بها في رفع مستوى الحياة اليومية وتوفير بدائل للسكن العشوائي والكتل السكنية المتهالكة.

الاستمرارية والتحوّل

مع انتقال السكان إلى الضواحي في منتصف القرن العشرين تقلّص الاستخدام الأصلي لبعض المرافق، لكن عدداً كبيراً من المباني ظلّ يؤدي وظائف قريبة من المقصود بها: الحمامات العامة تحوّلت إلى مراكز للياقة، ومبانٍ مجتمعية تُستخدم لأغراض تعليمية وتجارية. السوق المصمم آنذاك يحتاج إلى صيانة مستمرة لضمان سلامته واستدامته كعنصر من الحياة الحضرية.

خلاصة

أحدث صندوق إدوارد غينيس تغيّرًا ملموسًا في مشهد الإسكان داخل أحياء دبلن العُمّالية، عبر إنشاء وحدات سكنية ومرافق مجتمعية ربطت بين البُعد الإنساني والفعلي لحل مشكلة قائمة. تظلّ هذه الأبنية معالم حضرية وشواهد على نموذج تعاوني بين المال الخاص والاهتمام العام لتحسين ظروف العيش.

اضغط على ESC للإغلاق

حاح