سجن مدى الحياة لإيرين باترسون لتسميمها أقاربها بفطر قاتل
أصدرت محكمة عليا في ولاية فيكتوريا حكمها يوم الاثنين بسجن إيرين باترسون مدى الحياة، مع تحديد فترة عدم تأهيل للإفراج (non‑parole) تبلغ 33 عاماً، بعد إدانتِها بقتل ثلاثة من أقارب زوجها السابق عبر تسميمهم بفطر Death Cap المسمَّم.
وقائع الجريمة وإدانة المتهمة
أدانت المحكمة باترسون في تموز/يوليو بقتل دون وغيل باترسون وهِذَر ويلكنسون، فضلاً عن إدانتها بمحاولة قتل إيان ويلكنسون، الذي نُقل إلى المستشفى وتعافى بعد أسابيع من العلاج. الجريمة وقعت خلال غداء في منزل المتهمة قُدِّم خلاله وِلفة لحم (beef Wellington) أضيف إليها فطر مُجمَّع من البرية، تبيّن لاحقاً أنه فطر قاتل.
كان زوجها السابق، سايمون باترسون، مدعوّاً إلى ذلك الغداء لكنه لم يحضر. المتهمة زعمت أثناء المحاكمة أن إضافة الفطر إلى الأطعمة حصلت عن طريق الخطأ؛ إلا أن هيئة المحلفين أدانتها بارتكاب ثلاثة جرائم قتل وواحدة محاولة قتل.
حكم القاضي ومبرراته
قال قاضي المحكمة العليا، كريستوفر بيل، إن أفعال المتهمة شكّلت خيانة هائلة للثقة، وألحقت أذى بالغاً بالعائلاتين باترسون وويلكنسون، كما سبّبت ألماً دائماً لأطفال المتهمة بوفاة أجدادهم.
«لم تكتفِ بقطع أرواح ثلاثة أشخاص وجرح رابع، بل حَرَمتَ أطفالك من أحبّائهم»،
قبل القاضي شهادة إيان ويلكنسون التي تفيد بأن الضيوف قُدِّمت لهم أطباق رمادية اللون بينما كانت المتهمة تأكل من طبق بلون برتقالي باهت، الأمر الذي اعتبره القاضي وسيلة لضمان عدم تناولها وجبة ملوَّثة بطريق الخطأ.
مجادلات النيابة والدفاع والآثار القانونية
اتفق فريقا الادعاء والدفاع على أن العقوبة المناسبة هي السجن المؤبَّد. طلب الدفاع أن تُسمح للمتهمة بالتأهل للإفراج بعد 30 عاماً، بينما طالبت النيابة بألا تُمنح أي فرصة للرحمة أو الإفراج المبكر، معتبرة أن طابع الجريمة يستبعد ذلك.
المحكمة لم تُفصِّل الدافع، واكتفت بعدم التكهن بأسبابه، فيما سيبقى قرار الاستئناف مفتوحاً: لدى المتهمة مهلة 28 يوماً للاستئناف على قرار الإدانة أو على قساوة الحكم.
السياق العام
تم احتجاز باترسون منذ توجيه الاتهامات إليها في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وحُسِب وقت السجن اعتباراً من ذلك التاريخ. وقد أثارت القضية اهتماماً واسعاً محلياً ودولياً، وطالبت الأطراف ذات الصلة بحضور العائلة والدعم للمتضررين.
بسبب هذا الاهتمام العام، سمحت محكمة فيكتوريا للمرة الأولى ببث جلسة النطق بالحكم مباشرة على التلفاز، في إجراء استثنائي يعكس حساسية القضية وجماهريتها.
تبقى القضية موضوع متابعة قانونية واجتماعية، مع انتظار احتمال الطعن ونتائج أي إجراءات لاحقة.