سجنان في مانشستر بعد تهريب 9 ملايين جنيه من القنب إلى أيرلندا الشمالية

حكمت محكمة مانشستر بالسجن على رجلين من جنسية صينية بعد إدانتهما بالمساهمة في شبكة تهريب مخدرات كبيرة نقلت قنباً بقيمة تقديرية تبلغ نحو 9 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 10.4 مليون يورو) إلى أيرلندا الشمالية.

منهجية التهريب

أظهرت التحقيقات أن المتهمَين، يودونغ أويانغ (32 عاماً) وغاري هون (26 عاماً) المقيمان في مانشستر، كانوا يزرعون كميات كبيرة من القنب داخل المدينة، ثم يخفونها داخل ألواح خشبية مخصّصة للأرضيات. كانت الألواح تُجَهَّز على شكل منصات خشبية كبيرة تُفرَّغ من الداخل لتكوين فراغ يُخفي فيه المخدرات، ثم تُشحن عبر شاحنات نقل ثقيلة إلى مرافئ ومن ثم إلى أيرلندا الشمالية.

دليل الاتصالات والعمليات

امتدّت الاتصالات المشفّرة بين أفراد الشبكة من يونيو 2019 حتى فبراير 2020، وكانت الرسائل بالماندرين وتشمل مناقشات حول تجارة القنب وتأجير مستودعات والسفر إلى أيرلندا الشمالية وسبل إخفاء الأموال. سجّلت التحقيقات حتى 38 عملية شحن خلال تسعة أشهر.

تفاصيل فنية عن الشحنات

• حجم المنصة المستخدمة عادة: حوالي 1000 كيلوجرام.
• التصاريح والبيانات المرافقة كانت تُظهر وزنًا قدره 1200 كيلوجرام، بينما يُعتقد أن كل عملية نقل احتوت على حوالى 50 كيلوجرام من القنب.
• سجّل المحققون أن بعض المنصات كانت تُعاد من أيرلندا الشمالية إلى إنجلترا ثم تُستخدم مجدداً.

أدلة مادية وإجراءات الشرطة

عُثر على بصمات لأويانغ وفاتورة باسمه في أحد مزارع القنب التي نُفِّذت عليها مداهمات، كما أظهرت الصور والرسائل المرسلة عبر الهاتف صوره لمزارع القنب أو صور ذات صلة. ربط المحققون بين حركات المشتبهين ومقاطع كاميرات المراقبة وبيانات التخزين والنقل.

الاعتقال والإدانات

اعتُقل هون في فبراير 2022، بينما أُلقِي القبض على أويانغ في ديسمبر 2023. أقرّ أويانغ بالذنب في يناير 2024 في تهمة التآمر لتوريد مخدر من الفئة ب، فيما أقر هون بالتهمة نفسها في 25 يونيو 2025. صدرت الأحكام على كل منهما في محكمة مانشستر؛ فحُكم على هون بالسجن ثلاث سنوات وشهر واحد، وعلى أويانغ بثلاث سنوات ونصف.

ملاحظات من إدارة التحقيق

أشار مدير عمليات الجهة المكلفة بالتحقيق إلى أن المتهمين كانا عناصر رئيسية في هذه الشبكة الواسعة التي حققت أرباحاً تقدر بملايين الجنيهات، وأنهم عمِلوا مع عناصر أخرى لاستهداف سوق أيرلندا الشمالية حيث تُباع المخدرات بأسعار أعلى. كما نوّه أن الشبكة سعت لإضفاء مظهر قانوني على أنشطتها، وأنها استخدمت وسائل تكرار استغلال المنصات الخشبية لإخفاء الشحنات.

اختار أفراد الشبكة طرقاً لإخفاء عائداتهم النقدية عند العودة إلى إنجلترا، من بينها حمل النقود على الأفراد بدلاً من وضعها في المركبات لتجنّب اكتشافها بواسطة كلاب التفتيش.

خاتمة

تُبرز هذه القضية شبكات تهريب منظمة تستغل وسائل شحن قانونية وتستهدف أسواقاً محددة لتحقيق أرباح مرتفعة، ما يجعل متابعة مثل هذه الجرائم أولوية للجهات المختصة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة.