logo منصة عرب ايرلندا

شبك مضاد للطائرات المسيرة يعمم على سجون أيرلندا بعد وفاة نزيل بتسمم مخدرات

شبك مضاد للطائرات المسيرة يعمم على سجون أيرلندا بعد وفاة نزيل بتسمم مخدرات

أُبلغت محكمة الطب الشرعي في دبلن بأن نوعًا جديدًا من شبك الحماية المقاوم للطائرات المسيرة سيُركَّب في جميع سجون الشبكة السجنية، بعد نجاح مشروع تجريبي في سجن ماونتجوي، ورد فعلًا على وفاة نزيل في سجن كلوفرهيل نتيجة جرعة مخدرات متعددة.

خلفية الحادث والتحقيق

أُعلن أن الضحية، آلان مينتو (34 عامًا)، كان نزيلًا قيد الاحتجاز الاحتياطي منذ مايو 2021، وقد سلم كفالته طواعية آملاً بأن يتلقى علاجًا من إدمان المخدرات داخل المؤسسة. عُثر عليه في حالة غير مستجيبة صباح 12 أغسطس 2021 بعد أن استيقظ زملاؤه في الزنزانة على مشاهد استدعت إنذار الطوارئ.

أفاد تقرير طبي الشرعي أن سبب الوفاة كان تسممًا نتيجة تعاطي مختلط لمواد شملت الهيروين والكوكايين والبنزوديازيبينات إلى جانب كحول، كما أدلى مسؤولون وشهود في جلسة تحقيق أمام محكمة النائب الطبي في دبلن.

نتائج تحقيق السجن وسلوك النزلاء

أخبر مساعد حاكم سجن كلوفرهيل، مارك ديلاني، المحكمة أن المشروع التجريبي لتركيب شبك مضاد للطائرات المسيرة في سجن ماونتجوي أثبت فعاليته، ومن ثم تقرر تعميمه عبر الشبكة السجنية. وأوضح أن تركيب الشبك في ست ساحات مفتوحة داخل كلوفرهيل سيكتمل بحلول نهاية 2026.

أشار ديلاني إلى تعاون مستمر مع قوات الشرطة للحد من رمي الممنوعات إلى داخل السجون، معتبرًا أن هذا التعاون أثمر عن أكثر من 30 اعتقالًا خلال فترة 13 شهرًا حديثة، مقارنة بست حالات خلال السنة التي توفي فيها مينتو.

قال أحد نزلاء الزنزانة، غاري مكارثي: "المخدرات تسقط من السماء كل يوم".

كشف التحقيق أن النزلاء الثلاثة في زنزانة مينتو استهلكوا مواد مخدرة بما في ذلك الهيروين ومشروبات كحولية منزلية الصنع (هوش) بعد إغلاق الزنزانة في حدود الساعة السابعة مساءً قبيل يوم الوفاة. كما أُفاد أن المشروبات الكحولية إما صُنعت داخل الزنزانة أو أُدخِلَت قبل 72 ساعة من الحادث.

سجل الإجراءات والرقابة داخل السجن

راجع القائمون على السجن تسجيلات كاميرات المراقبة لثلاثة أيام (72 ساعة) قبل الوفاة، لكنهم لم يعثروا على لقطات توضح تبادلات معروفة لتسليم الممنوعات داخل الساحة أو باليد. أقرّ المساعد الحكومي بأن الخلايا تُفحَص صباحًا بانتظام، وأن آخر تفتيش عشوائي لزنزانة مينتو جرى في 25 يوليو 2021، أي قبل الوفاة بـ18 يومًا.

كما أُشير إلى أن القوانين الحالية لا تتيح إجراء تفتيشات تسلطية أو غزوة داخل الأجسام بصورة موسعة، ما يحدّ من قدرة الموظفين على منع إدخال بعض المواد.

الاستجابة الطبية داخل السجن

روى زميلان في الزنزانة أنهما اكتشفا حالة مينتو غير المستجيبة صباحًا. قال غاري مكارثي إنه وضع زميله في موضع الاسترجاع على السرير السفلي حول الثالثة والنصف صباحًا، وبقي على الأرض لمراقبته بعدما تعرّض لوعكة صحية. ولم يتضح إنقاذ حياته قبل أن يعلن عن عدم استجابته حوالي الساعة السابعة صباحًا.

أظهرت لقطات المراقبة أن أول ضابط تحقق من حالة الزنزانة وصل خلال ثلاث دقائق من إنذار الطوارئ، واستغرق فتح باب الزنزانة ثلاث دقائق إضافية قبل الوصول إلى الضحية. بدا لشهود السجن أن زمن الاستجابة قد شعروا بأنه أطول من ذلك فعليًا.

أدلت ممرضتان بالسجن، مريم دون وفريق العمل الطبي جينيفر بولستر، بأنهما قدّما الرعاية المناسبة عند النداء، بينما أقرّ ضابط آخر قام بدوريات منتظمة، كاثال دالي، بأنه لم يلاحظ أمورًا مقلقة خلال جولاته.

أشار مدير التمريض العملي الوطني في خدمة السجون، إندا كيلي، إلى أن استخدام تقنيات للمراقبة الحيوية للنزلاء الذين يُشتبه بتعاطيهم مخدرات قيد الدراسة. كما تُفكَّر الإدارة بإمكانية إدخال حقن مطوَّلة المفعول لعلاج إدمان المواد الأفيونية كبديل علاجي.

حكم هيئة المحلفين وتوصياتها

قاضت هيئة محلفين مكونة من خمسة رجال وأربع نساء أن الوفاة ناتجة عن "حادث منتحل" (Death by misadventure). كما أقرت توصية محامية عائلة مينتو بضرورة أن توفر الدولة كل الموارد اللازمة لتنفيذ توصيات مكتب مفتش السجون.

تبنّت هيئة المحلفين أيضًا توصية بتوفير أجهزة الإنعاش القلبي (Defibrillators) على نطاق أوسع داخل كل طابق في السجون، لتسريع التدخل الطبي في حالات الطوارئ.

خلاصة

أبرزت القضية أن تهريب المخدرات إلى داخل السجون عبر الطائرات المسيرة أو طرق أخرى يمثل تحديًا مستمرًا، وأن الاستجابة تتطلب مزيجًا من الإجراءات التقنية والقانونية والطبية. وتعكس خطوات تعميم تركيب شبك مضاد للطائرات المسيرة واتخاذ تدابير تكنولوجية طبية اتجاهًا نحو تقليل مخاطر إدخال الممنوعات وحماية حياة النزلاء.

اضغط على ESC للإغلاق

حاح