صيدلانية تحذّر من مخاطر أدوية إنقاص الوزن المرتبطة باضطرابات الجهاز الهضمي
أفادت صيادلة ذات خبرة طويلة بارتفاع عدد المرضى الذين يعانون من مشكلات هضمية حادة وطويلة الأمد عقب استعمال عقاقير طُوّرت أصلاً لعلاج السكري وأُعيد توجيهها لمساعدة على فقدان الوزن. وتنبه إلى أن تأثير هذه الأدوية المتمثل في إبطاء حركة المعدة، وهو سبب فعال للشعور بالشبع وفاقد للوزن، قد يتحول لدى بعض الأفراد إلى حالة مزمنة معيقة.
ما الذي يحدث؟
تعمل فئة من الأدوية المعروفة بمناهضات مستقبلات GLP-1 على إبطاء تفريغ المعدة، ما يجعل الشخص يشعر بالشبع بسرعة. هذه الخاصية مفيدة للتحكم بالشهية لكن يمكن أن تؤدي لدى بعض المرضى إلى اضطراب يُعرف بـ"بطء إفراغ المعدة" أو gastroparesis، حيث تتوقف المعدة عن دفع الطعام بسرعة طبيعية إلى الأمعاء.
الأعراض المميزة
- الشعور بالامتلاء بعد كميات صغيرة من الطعام
- الغثيان أو القيء المتكرر
- الانتفاخ وآلام البطن والحرقة
- فقدان الشهية وتدهور التغذية في الحالات الشديدة
مخاوف بشأن الاستمرار ودوام الأعراض
رغم أن بيانات الشركات المصنعة تذكر بطء تفريغ المعدة كأثر جانبي غير شائع، فإن حالات ظهرت تشير إلى أن الأعراض لا تعود دائماً إلى حالتها الطبيعية بعد إيقاف الدواء، ما يترك بعض المرضى يعانون من أعراض مستمرة ومؤثرة على جودة الحياة.
"أرى مزيداً من المرضى الذين يعانون اضطرابات هضمية شديدة وطويلة الأمد ناجمة عن الحقن التي يُفترض أن تفيدهم" — تعليق الصيدلانية الخبيرة.
التعامل الطبي والوقائي
تتضمن خطوات التقييم والإدارة المبكرة لاضطراب بطء إفراغ المعدة ما يلي:
- مراقبة الأعراض العصبية والهضمية عند بدء العلاج أو زيادة الجرعة
- التمييز بين أعراض الارتجاع الحمضي وأعراض بطء الإفراغ لتفادي علاج عرضي لا يعالج السبب
- تعديلات غذائية مثل تناول وجبات صغيرة متكررة (4–6 مرات يومياً)، تقليل الألياف غير القابلة للذوبان، أو الانتقال مؤقتاً إلى سوائل/أطعمة مهروسة لتسهيل الهضم
- التفكير في بدائل علاجية للأشخاص ذوي التاريخ الهضمي السابق
مخاطر وأعراض إضافية مرتبطة
لوحظت أيضاً زيادة في حالات استئصال المرارة لدى مستخدمي هذه الفئة من الأدوية، كما أُبلغ عن حالات التهاب البنكرياس الحاد والمزمن لدى بعض المستخدمين. تُسجل جهات الرقابة الصحية تقارير حالات مشتبه بتعلقها بالعلاج، إلا أن وجود علاقة سببية مثبتة لا يزال قيد التحقق.
التأثيرات الشائعة
غالبية الآثار الجانبية التي تُذكر مع هذه الأدوية تكون معوية، وتشمل الغثيان والإمساك والإسهال. لذلك تشدد الخبيرة على أن فوائد العلاج يجب موازنتها مع مخاطر التأثيرات على الجهاز الهضمي، خصوصاً عند الاستخدام طويل المدى أو عند رفع الجرعات لتحقيق فقدان وزن أكبر.
نصيحة للمرضى ومقدمي الرعاية
تُوصى المراقبة الدقيقة من قِبَل الأطباء عند بدء مثل هذه العلاجات، وعلى المرضى الإبلاغ فوراً عن أي غثيان مستمر أو قيء أو شعور بالشبع المبكر أو انتفاخ متواصل. الكشف المبكر قد يساعد في احتواء المشكلة قبل تطورها إلى حالة مزمنة.
خلاصة
بينما تلعب أدوية فئة GLP-1 دوراً في علاج السكري والمساعدة على فقدان الوزن، تظهر مخاوف حقيقية بشأن تأثيراتها على حركة المعدة واحتمال بقاء بعض الآثار طويلة الأمد. الوعي الطبي والمتابعة الدقيقة والتقييم الفردي لملاءمة العلاج يظلان عاملين أساسيين للحد من مضاعفات محتملة.