كارلو: مقاطعة صغيرة تتغير — «لم يعد كثيرون يعيشون فوق المحلات»
مركز المقاطعة وتحولات الحياة اليومية
تعدّ كارلو واحدة من أصغر مقاطعات إيرلندا، ويبلغ عدد سكانها 27,351 وفق تعداد العام 2022. على مدى عقود لاحظ مقيمون وعاملون محليون تغيُّرات واضحة في ملامح المدينة: من اعتناء متزايد بالمظهر العام إلى تراجع السكن فوق الواجهات التجارية في مركزها التاريخي.
معنى "مدينة المقاطعة" اليوم
إيلين أوروك، مديرة هيئة سياحة كارلو، ترى أن مصطلح «مدينة المقاطعة» ما زال ذا معنى بوصفه مركزاً للخدمات والعمل يتيح للناس العيش داخل مقاطعتهم. لكنها تعترف بأن نمط السكن التقليدي «العيش فوق المحلات» تضاءل، وترغب برؤية مزيد من الساكنين يعودون إلى قلب المدينة.
رياضة بدلاً من حميمة الحانات
يقول ماركوس مكورماك، وكيل عقارات محلي، إن الدور الاجتماعي التقليدي للحانات يتراجع لصالح الأندية الرياضية، خاصة أندية الغا أ. في المدن الصغيرة أصبحت النوادي الرياضية محور الحياة الاجتماعية، في حين يتحول الشباب بدلاً من الخروج إلى الحانة إلى حضور تدريبات وأنشطة رياضية.
اتجاهات السكن والطلب
بحسب تجارب السوق، ارتفعت أسعار المنازل خلال عقد: منزل شبه مستقل من ثلاث غرف كان يُباع قبل نحو عشر سنوات بنحو 225,000 يورو، بينما يصل سعره حالياً إلى نحو 325,000 يورو. وشقة بغرفة واحدة تقارب 165,000 يورو. الطلب يميل الآن إلى المنازل الحديثة والفعّالة، بينما تقل رغبة المشترين في المنازل التي تحتاج ترميمًا بسبب ارتفاع تكاليف التجديد.
كما يوضح أحد الوسطاء أن غالبية طلبات الرهن العقاري تأتي من مشترين مشتركين؛ المتقدمون الفرديون يشكلون نسبة صغيرة من السوق تتراوح بين 5 و10 بالمئة.
الصحافة المحلية ونبض المدينة
محررو ورؤساء تحرير الصحف الأسبوعية المحلية يشيرون إلى أن الأخبار الأكثر متابعة هي الأخبار المحلية الدقيقة: إنجازات صغيرة، أنشطة تجارية، أخبار المحكمة المحلية والرياضة. فتغطية شؤون الحي والدائرة تلاقي تفاعلاً أكبر لأنها تعكس حياة الناس اليومية والروابط المجتمعية.
دبلن ستريت ومبانيها التاريخية
تُعد دبلن ستريت من أقدم شوارع كارلو، وتضم بقايا عمارات جيورجية واسعة وبعض المباني الكبيرة التي تنتظر إعادة استخدام أو ترميم. من أبرز هذه المعالم قاعة الجمعية التي شُيّدت في أواخر القرن الثامن عشر كمكان للتجمعات والحفلات، ولها صلة بالكاتب جورج برنارد شو الذي ورثها في أواخر القرن التاسع عشر ثم وهبها لسكان المدينة.
ذكريات محلية وحياة تجارية متواصلة
تروي بيتّي أُغورمان، من عائلة تعود أصولها إلى كارلو لأجيال، كيف افتتحت مع زوجها دكاناً يحمل منتجات محلية قبل نحو خمسين عاماً، وكانت الأسرة تعيش فوق المحل. تذكر أيضاً مصنع بنجر السكر الذي شكّل في حينه مصدراً رئيسياً للعمل، ومشهد دراجات العمال التي كانت تمرّ ليلاً بعد الانتهاء من النوبات.
تؤكد بيتّي:
«كان الجميع يعرف بعضهم؛ كان كثيرون يعيشون فوق المحلات. الآن لم يعد هناك الكثير منا على الشارع»
محلات مستقلة وتوارث الخدمة
محل "ماكس" للملابس الرجالية يديره عائلة ماكدونالد منذ عقود. يتميز ببابٍ من الخشب المصقول يعود إلى منتصف القرن العشرين، ويقدّم المحل خدمة شخصية يقيمها الزبائن المحليون. يؤكد صاحب المتجر أن ما لا يتغيّر هو قيمة الخدمة والعلاقة مع الزبائن، وأن القدرة على التكيّف مع مناسبات المجتمع المحلية تبقى ميزة تنافسية.
ذكر صاحب المحل أن السنوات الأخيرة شهدت انتعاشاً في المبيعات على الرغم من تحديات أوسع، وأن استمرار العاملين في المحل عبر أجيال يعكس رابطاً مجتمعيًا متينًا.
تحديات وآفاق
تواجه مدينة كارلو تحديات شائعة في المدن الإقليمية: الحاجة إلى أفكار جديدة لإحياء الشوارع التجارية، صعوبة جذب محلات ذات العلامات التجارية الكبرى، وتغير أنماط التسوق باتجاه المتاجر الكبيرة والقيادة إلى نقاط الشراء. في المقابل، تشكّل الروح المحلية، الأعمال العائلية، والاهتمام بالمباني التاريخية موارد يمكن البناء عليها لإعادة تعريف دور مركز المقاطعة في المستقبل.
سلسلة المقال حول مدن المقاطعات تختتم هنا.